بحوث ودراسات علمية

دراسة تشريحية لـ نبات الغضى

مقدمـة

تعتبر الأشجار والشجيرات المحلية متعددة الأغراض من الموارد الطبيعية الهامة التي تساعد سكان المناطق الجافة على حل مشكلاتهم الكبرى والتي تتمثل في نقص الغذاء والعلف والوقود والظروف البيئية القاسية المحيطة بهم. وقد ظل الطلب المتزايد على حطب الوقود والفحم النباتي والمرعى في الآونة الأخيرة يمثل عبئا ثقيلا على الغطاء النباتي في المملكة العربية السعودية مما تسبب في تدهوره وتدهور البيئة بشكل عام.
وكانت مجتمعات نبات الغضى من أكثر البيئات تأثرا بأنشطة الإنسان المتمثلة في الاحتطاب المكثف والرعي الجائر.
ويتطلب ذلك استعادة الغطاء النباتي بإعادة إنمائه للحد من هذا التدهور وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة لتؤدي وظائفها الإنتاجية والوقائية على الوجه الأكمل.
وفي هذا البحث تم التعرف على التركيب التشريحي لنبات الغضى، في محاولة منا للتعرف على التركيب الدقيق لهذا النبات.
تصنيف نبات الغضى

Kingdom: Plantae.
Division: Spermatophyta.
Class: Angiospermae.
Sub-class: Dicotylydenos.
Order: Cenyrospermae
Family: Chenopodiaceae.
Tribe: Salsoleae.
Genus: Haloxylon
Species: Haloxylon persicum

Haloxylon persicum Bunge ex Boiss. & Buhse in Nouv. Mem. Soc. Imp. Nat. Moscou 12:189 (1806). Plate 103. = Haloxylon ammodendron Auct. Non Bunge (1851).

ينتمي نبات الغضى Haloxylon persicum إلى الفصيلة الرمرامية (السرمقية) Chenopodiaceae
هذه الفصيلة كبيرة نسبيا وتضم حوالي 100 جنس و150 نوع معظمها من المناطق الجافة والمالحة حول العالم.

وتتضمن بعضا من الأعشاب الضارة في المناطق المنزرعة.
تتمثل بـ 32 جنسا و66 نوعا في المملكة العربية السعودية، معظم ما تضمه هذه العائلة من نباتات هي أعشاب وشجيرات لكن تضم أيضا بعض الشجيرت الطويلة وأشباه الأشجار.
قد يكون الجذع (الساق) عشبيا أو خشبيا، وغالبا عصيري، في عديد من الحالات.
الأوراق ربما تكون متبادلة أو متقابلة مسطحة أو اسطوانية أو بيضاوية عصيرية، أو مختزلة إلى حراشف صغيرة.
أحيانا تكون شوكية إلى شوكية الطرف الأعلى. الأزهار صغيرة ولها محيط من 2 – 5
(الأزهار ثنائية الجنس أو أحيانا أحادية الجنس، الأسدية 2-5، المبيض ضخم ذو حجرة واحدة؛ ويكوّن ثمرة وحيدة البذرة).
ربما تبدو الثمرة محمية في بعض الأجناس بسبب فصوص الغلاف الزهري المستديم التي تكوّن أجنحة. (Chaudhary, 1999).

وجنس Haloxylon يتبعه نوعان في المملكة العربية السعودية..
النوع الأول: Haloxylon persicum الغضى (موضوع البحث الحالي).
النوع الآخر: Haloxylon salicornicum الرمث.

شجيرات الغضى لها خصائص مميزة مكنتها من التكيف مع بيئاتها القاسية.

فالغضى ينمو في شكل شجيرات كبيرة أو أشجار صغيرة يصل ارتفاعها من 3-4 أمتار ذات قاعدة خشبية وقمة ضعيفة متدلية، والأفرع الحديثة تبدو مجردة خضراء، الأفرع القديمة بيضاء مصفرة.
الأوراق مختزلة جدا أو غائبة تماما. الأزهار مقنبة، ثنائية الجنس على سنابل زهرية جانبية قصيرة.
أجزاء الغلاف الزهري خماسية، حرة أو ملتحمة عند القاعدة.
الأسدية أيضا خمسة، والأسدية العقيمة خمسة، بارزة.
الغلاف الثمري غير متساوي الفصوص.
الأقلام 2-4، المياسم خمسة.
البذور أفقية و متطاولة، توجد ملتصقة بالغلاف الثمري،
صغيرة الحجم وشبه مخروطية التركيب وأقصى قطر لها يصل إلى 2 ملم،
وتبدو على هيئة كأس صغير لولبي مفتول والجزء العريض منها يكون في الاتجاه الأعلى.
يزهر النبات ويثمر من شهر مايو إلى شهر يونيو.
يقاوم نبات الغضى مستويات ملحية عالية وتجمعات المياه ويعيش في التربة الرملية العميقة.
وينمو طبيعيا في المملكة العربية السعودية ومصر وفلسطين والكويت والعراق وإيران ووسط آسيا.
ينمو في المملكة العربية السعودية على الكثبان الرملية في صحاري الدهناء والنفود.
وهي شائعة في المناطق الشمالية وتمتد إلى الجنوب. وغير موجودة في الرمال العميقة للربع الخالي.
وهي شجرة لا تخطئها العين في مروج الصحاري الرملية.
بالإضافة إلى أهميتها الرعوية كنبات علفي، فهي كذلك مهمة لبدو الصحراء المتجولين. (Chaudhary, 1999).
.
الدراسة التشريحية لنبات الغضى Haloxylon persicum

المواد وطرق العمل
العينات: تم إحضار عينات نبات الغضى في هذه الدراسة من مشتل المزاحمية التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
عمل القطاعات المستديمة:

ثبتت العينات باستخدام محلول FAA (تركت فيه لمدة 12 ساعة)، ثم غسلت بواسطة الكحول الإيثيلي 70%، ثم أجريت لها عملية نزع الماء بواسطة تركيزات تصاعدية من الكحول الإيثيلي (70-100)%. أجريت بعد ذلك عملية الترويق للعينات باستخدام الزايلين (بحيث وضعت أولا في محلول كحول إيثيلي:زايلين (بنسبة 3:1) لمدة ساعتين، ثم وضعت في نسبة 1:1، لمدة ساعتين أيضا، ثم وضعت في كحول:زايلين بنسبة 1:3، لمدة ساعتين أيضا. وأخيرا وضعت االعينات في زايلين ملق لمدة 24 ساعة).
ومن ثم جرى تشريب العينات بالشمع، بحيث يتم إضافة الشمع المبشور على الزايلين المطلق، وتوضع على سخان عند درجة حرارة 40 ْم، مع الاستمرار في وضع مبشور الشمع حتى التشبع.
بعد ذلك يتم التبخير، بحيث توضع في فرن شمعي درجة حرارته 60 ْم، حتى يتم التأكد من تبخر الزايلين، ثم يغير الشمع بشمع جديد نقي.
ثم يجرى طمر العينات بشمع البرافين، بحيث يتم تجهيز قوالب ورقية يصب فيها الشمع وتوضع فيها القطاعات وتسوى العينات جيدا باستخدام ملقط ساخن وإبرة ساخنة، ويتم بعد ذلك تبريدها في ماء بارد جدا، وتترك حتى يتصلب الشمع تماما.
بعد ذلك تشذب القطاعات بإزالة الشمع الزائد حول العينة، وتسوية القالب الشمعي.
وبذلك تكون العينات جاهزة للتقطيع باستخدام جهاز التقطيع الدوار Rotary microtome.

http://up.stop55.com/upfiles/vL743664.gif

بحيث تعمل قطاعات يتراوح سمكها ما بين 15-25 ميكرومتر.
وبعد أن يتم التقطيع تفرد القطاعات الشمعية المحتوية على العينة، بواسطة الحمام المائي ثم تترك على السخان، لمدة 12-24 ساعة.
بعد ذلك تبدأ عملية تصبيغ العينات، والتي تحتاج أولا إلى خطوة لإزالة الشمع والتي تتم بوضع القطاعات في
– زايلين مطلق لمدة 20 دقيقة.
– زايلين وكحول (1:1) لمدة دقيقة إلى دقيقتين.
– وتتم التهيئة للصبغ باستخدام الكحول الإيثيلي:
– 100% لمدة 1-2 دقيقة.
– 96% لمدة 1-2 دقيقة.
– 80% لمدة 1-2 دقيقة.
– 70% لمدة 1-2 دقيقة.50% لمدة 1-2 دقيقة.
بعد ذلك يتم صبغ العينات باستخدام صبغة الصفرانين (لمدة نصف ساعة) ثم تغسل الصبغة بتمرير العينات على كحولات متدرجة (50%، 70%، 96%) بسرعة.
وتصبغ العينات بالأخضر الخفيف لمدة 15-30 ثانية. ثم تغسل الصبغة بتمرير العينات (كحول 96%، كحول مطلق، كحول وزايلين 1:1، وأخيرا زايلين مطلق).
ثم تحمل القطاعات بعد ذلك في كندا بلسم، وتجفف على السخان. (الخزرجي وعزيز، 1989).

النتائج:
تم الحصول على قطاعات من السيقان فقط لنبات الغضى، حيث الأوراق مختزلة دائما.
وكانت القطاعات كالتالي

شكل (1): قطاع عرضي في ساق Haloxylon persicum
شكل (2): قطاع عرضي في ساق نبات Haloxylon persicum
http://up.stop55.com/upfiles/ljr45278.jpg
شكل (3): قطاع عرضي في ساق نبات Haloxylon persicum يوضح الحزم الوعائية غير المميزة.
http://up.stop55.com/upfiles/lfK45386.jpg
شكل (4): قطاع عرضي في ساق نبات Haloxylon persicum
http://up.stop55.com/upfiles/khJ45456.jpg
شكل (5): قطاع عرضي يوضح خلايا القشرة غير المنتظمة لنبات Haloxylon persicum
. . .
تقوم الأفرع الخضراء في نبات الغضى مقام الأوراق الخضراء في عملية البناء الضوئي. وقد أظهرت الدراسة التشريحية لمقاطع أفرع نبات الغضى ضمورا في حجم الأوعية وقلة في كثافتها، مع زيادة في سمك الجدر الخلوية للخلايا المحيطة. كما في الجدول ( 1 ) وهذا يعد نوعا من أنواع تكيف هذا النبات في بيئته القاسية. (Al-Khalifa et al., 2005).
.
يمتاز الخشب في نبات الغضى بتركيب تشريحي مميز، حيث أنه لا يحتوي على حلقات نمو مميزة وواضحة، والأشعة تكون غائبة.
يتضمن لحاء مثقب بنمط الثقوب الدائرية، أما الصفائح فيكون تثقيبها بسيط. الأوعية غير مقسمة تحتوي على نقر بسيطة أو مضفوفة.
البرنشيمة المحورية موجودة. بعض العناصر الوعائية الضيقة تظهر بتغلظ حلزوني، من النخاع إلى القشرة غير المنتظمة. (Yang & Furukawa, 2003).
الأهمية الاقتصادية لنبات الغضى

1- يستخدم لمقابلة احتياجات السكان من حطب الوقود والفحم النباتي ومنتجات الأخشاب الأخرى.
2- يستخدم كنبات رعوي في المناطق الصحراوية.
3- يستخدم أيضا في تثبيت الكثبان الرملية وكأسيجة ومصدات رياح.
4- يستعمل مسحوق القشرة لنبات الغضى لشفاء الجروح.
وقد اتضح دور جنس Haloxylon في مقاومة التصحر في وسط آسيا، حيث تنبهوا لدوره الهائل في السيطرة على التصحر، وذلك بعدة طرق: بمساعدته في تثبيت الرمال المتحركة، بزيادة معدل الإنتاج الحيوي في المناطق القاحلة، حيث تنتج غابات Haloxylon كميات كبيرة من الكتلة العضوية الصالحة للأكل بالنسبة للخراف والجمال على مدار العام. (Orlovsky & Birlinbaum, 2002).

يمتاز Haloxylon بتكيفات شكلية وتشريحية للمجموع الخضري والمجموع الجذري، وكذلك تكيفات فسيولوجية.

من التكيفات الشكلية للمجموع الخضري (الأعضاء الهوائية) Morphological Adaptations

1) انعدام أوراق النبات، وذلك لتقليل مساحة السطح الناتح في كلا النوعين لجنس Haloxylon

2) يفقد معظم المجموع الخضري، وقد تجف فروعه الطرفية خلال أشهر الصيف الحارة وترتفع نسبة الأنسجة الميتة فيها، مما يساعدها على خفض نسبة السطح الناتح وفقد الرطوبة بسبب ارتفاع درجة الحرارة. ويعتقد أن النبات في الصيف وكأنه ميت، لكن البراعم تظل حية ومحمية بواسطة الأجزاء الجافة، أو بالقرب من سطح الأرض. وتعاود هذه البراعم نموها الخضري من جديد عند حلول موسم المطر.
وبهذه الطريقة تتخلص الأوراق من امتصاص غالبية الأشعة الشمسية، كما في الرمث Haloxylon salicornicum.

3) يتمتع الغضى Haloxylon persicum بفروع وسوق خشبية صلبة، تساعده هذه الفروع والسوق الخشبية الصلبة على مقاومة الرياح القوية وعدم التعرض للكسر.

4) يتحاشى الغضى Haloxylon persicum درجات الحرارة المرتفعة لسطح الأرض التي قد تصل إلى (70-80) ْم في فصل الصيف وقت الظهيرة، بفضل سوقها الطويلة التي تجعل فروع التجديد فيها بعيدة عن مستوى تجمع الرجال وسطح الأرض. (النافع، 2004).

التكيفات التشريحية للمجموع الخضري (الأعضاء الهوائية) Anatomical Adaptions

1) نبات الرمث Haloxylon salicornicum والغضى Haloxylon persicum يمتازان بتغطية أفرعهم بشعيرات كثيفة تحمي النبات من أشعة الشمس المباشرة وتعكسها مرة أخرى إلى الفضاء الخارجي.

2) تنفض بعض النباتات ذوات القشرة العصيرية قشرتها وتبدلها بطيقة فلينية متينة غير منفذة للماء، خاصة في الرمث Haloxylon salicornicum الذي يفرز عند مفاصل الأغصان طبقة شمعية كثيفة في فصل الجفاف، ومع تقدم الجفاف تفرز العقد السفلى مادة فلينية من اللحاء الواقي، بحيث لا يتبقى من الأغصان سوى العقد العليا لتؤدي عملية التمثيل الضوئي، ولكن هذه العقد تسقط فروعها إذا ما امتد الجفاف إلى عدة أشهر أو بضع سنوات. (النافع، 2004).

التكيفات الوظيفية Physiological Adaptations

قدرة بعض الأنواع النباتية الصحراوية على الحصول على حاجتها من الرطوبة عن طريق الضغط الاسموزي المرتفع الذي يساعدها على امتصاص أي كمية مياه متوافرة في التربة والتي لا تستطيع نباتات المناطق الرطبة امتصاصها، وذلك نظرا لارتباط الماء القليل المتوافر في التربة الصحراوية بشدة بحبيباتها مما يجعل عملية امتصاصه بواسطة جذور النباتات أمرا صعبا. وعندما يتوفر الماء في التربة الصحراوية في فصل المطر تصبح حركته ميسورة، وتتمكن جذور النباتات من امتصاصه بسهولة.

وقد وجد زوهاري Zohary أن الضغط الاسموزي في نبات الغضى H. persicum يبلغ 56 ضغط جوي. (النافع، 2004).
وفي دراسة أجريت على نبات الغضى لمعرفة تأثير خمسة أنواع من الأملاح على نبات الغضى، وجد أن ردود الفعل لنبات الغضى اختلفت تبعا للفرق في الجهد الاسموزي بين مكونات الملح ونفاذية الغشاء، وتأثير ذلك على وظيفة الغشاء البلازمي أو الجدار الخلوي. (Kazuo et al., 2004).

كما بينت دراسة أخرى الدور الذي يلعبه Haloxylon persicum في التحكم في الضغط الاسموزي، عن طريق تحكمه بكمية الماء والأملاح الذائبة والسكريات الذائبة. (Jie et al., 2006).

من أبرز تكيفات بذور Haloxylon مع البيئة المحيطة:
الرمث Haloxylon salicornicum له ثمار مجنحة تساعدها على الثبات في التربة ثم التكاثر عندما تتوفر الظروف المناسبة.
نبات الرمث H. salicornicum يطرح بذوره في وقت مبكر من فصل الشتاء، وذلك لكي يتم نقلها لمسافات بعيدة، ومن ثم الإنبات خلال الفترة الرطبة وذلك قبل ارتفاع درجة الحرارة. (النافع، 2004).

كما بينت إحدى الدراسات أن بذور Haloxylon persicum قد تصل حيويتها إلى 10 شهور، ويمكن أن تطول هذه المدة بحفظها في مكان بارد وجاف، أو يحتوي على رطوبة لا تزيد عن 5%. (Zhenying et al., 2003).

Haloxylon persicum يتواجد في رمال النفود الكبيرة العميقة.. حيث أن شجيرة الغضى مميزة للرمال العميقة.
وهي شائعة في المناطق الشمالية وتمتد إلى الجنوب. وغير موجودة في الرمال العميقة للربع الخالي.
وهي شجرة لا تخطئها العين في مروج الصحاري الرملية. بالإضافة لأهميتها كنبات علفي فهي كذلك مهمة إذ توفر الأشجار لبدو الصحراء المتجولين. (Chaudhary, 1999).

Haloxylon salicornicum هو نبات الرمث المعروف. واسع الانتشار في المملكة العربية السعودية، مصر، شمال أفريقيا، وشمال غرب آسيا الجاف.
الرمث يكوّن عشيرة مختلطة (مركبة) في مواطن مختلفة، بإمكان هذا النبات تحمل ملوحة شديدة وفيضانات دورية قصيرة في المنطق جيدة الصرف.
وقد وضع هذا النبات تحت جنس منفصل يعرف باسم Hammada لكن يعتقد العلماء الآن أنه يجب أن يبقى تحت الجنس Haloxylon.
ويعد الرمث واحدا من أهم المكونات المعمرة للنسيج الرعوي في المملكة العربية السعودية، حيث يوفر الكلأ عندما تنعدم الأعلاف الأخرى في المرعى. (Chaudhary, 1999).

عشيرة الغضى Haloxylon persicum، شيح (أو عادر) Artemisia monosperma، ثغام Stipagrostis drarii
هذه العشيرة واحدة من أكثر العشائر تميزا للنفود.
عادة ما توجد كل المكونات الثلاث السائدة في عشيرة نموذجية تحتل الرمال العميقة جدا على أكتاف (جوانب) الكثبان الرملية أو الحفر الضحلة.
تمتد هذه المجموعة (العشيرة) إلى مستويات دنيا من الكثبان الرملية بالجوانب المحمية منها. لا يزال قطع Haloxylon persicum للوقود وأغراض أخرى من الممارسات الشائعة حتى اليوم، ولذلك فإننا نشاهد عادة المكونين الآخرين فقط. في مواسم معينة من السنة وبعد ري Stipagrostis drarii أو بعد نقل أوراقها وسيقانها بعيدا بالرياح فربما نشاهد فقط
Artemisia monosperma من هذه المجموعة.

هناك نباتان حوليان يشاركان هذه العشيرة وعشائر النفود والأخرى هما:
(حلم) Moltkiopsis ciliate و (قرنوة) Monosonia heliotropoides
(Chaudhary,1999).
العادة السيئة باقتلاع السيقان من جذورها لهذه الشجيرة كحطب للوقود يمكن أن تدمر نوع هذا النبات في مساحات واسعة، وبالنظر لأهمية هذا النبات كنبات رمال صحراوية فإن وزارة الزراعة تقوم بإكثار بذوره في مشتل خاص. (Chaudhary, 1999)
ولقد عُملت العديد من البحوث والتجارب لمعرفة طرق إكثار هذا النبات وإعادة إنمائه.(Al-Khalifa et al., 2004).
وفي محاولات للحصول على نموات جديدة من نبات الغضى، وتم استخدام عدة طرق لذلك: إنبات البذور، زراعة الأنسجة، تجذير العقل، وتجارب الترقيد.
(Al-Khalifa et al., 2005)

إنبات البذور:
فقد عملت دراسة على التكاثر البذري باختبار حيوية البذور وحالات الكمون التي تمر بها واستجابتها لبعض المعاملات المحفزة لإنبات البذور؛ حيث شملت المعاملات: النقع في حمض الكبريتيك المركز لمدة 15 دقيقة. الغلي في الماء لمدة 5 دقائق. الغلي في الماء لمدة 10 دقائق.

تعني هذه النتيجة استجابة بذور الغضى استجابة سلبية لجميع المعاملات، مما يدل على أنها لا تمر بطور كمون ناتج عن قشرة قاسية لبذورها، فقشرة بذورها منفذة للسوائل، مما سهل وصول الماء المغلي والحمض المركز إلى الجنين وتسببا في موته.
وقد يفسر سلوك بذور الغضى في عدم استجابتها للمعاملات بأنها تمر بحالة سكون فسيولوجي داخل البذرة ما يتطلب معاملات أخرى تحدث تغيرات فسيولوجية داخل البذرة، مثل معاملة التنضيد (وهي حفظ البذور في محيط رطب وبارد لفترة من الزمن).
كما يمكن تفسير هذا السلوك بقصر عمر أو حيوية هذه البذور وأنها بدأت تفقد حيويتها؛ لذا يجب أن تتواصل البحوث للتحقق من وجود حالة كمون فسيولوجي في هذه البذور ومن طول بقاء حيويتها. (Al-Khalifa et al., 2004).
وأوضحت النتائج أن البذور بدأت تفقد حيويتها بعد ستة أشهر من جمعها، حيث أن نسبة الإنبات لم تكن عالية بالقدر المطلوب. (Al-Khalifa et al., 2005).

الدراسة النسيجية
تم إجراء عدة محاولات للحصول على نموات من الغضى من خلال الزاعة النسيجية، لكن معظم هذه المحاولات تعرضت لمشاكل عديدة نتيجة التلوث وعدم صلاحية الأجزاء النباتية المستخدمة. ولتلافي ذلك استخدمت أجزاء نباتي من مصادر نباتية نظيفة غضة نامية في صوبة بمشتل المزاحمية التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، واستخدمت تركيزات مختلفة من منظمات النمو لتحفيز النمو. وتم الحصول على نموات جديدة بعد أن تم خفض تركيزات محاليل التعقيم إلى نصف المعدلات التي كانت تستخدم سابقا.
تشير النتائج إلى إمكانية إنتاج بادرات نسيجية من نبات الغضى

تجذير العقل
أجريت ثلاثة تجارب لتجذير عقل نبات الغضى، بزراعة العقل في مواسم مختلفة وفي بيئات زراعية مختلفة ومعاملات مختلفة. في كل حالة قطعت العقل الساقية للنباتين بطول (20-30) سم من محمية الغضى قرب مدينة عنيزة بمنطقة القصيم. وتم تغطية العقل بورق مبتل وحفظت داخل أكياس بلاستسكية حتى ميعاد غرسها في اليوم التالي بمشتل المزاحمية. وفي المشتل تم إعداد ثلاث بيئات زراعية، هي: رمل صاف من مواقع بيئة النبات في المحمية، وبيرلايت صافِ، وخليط من الرمل والبيرلايت بنسبة 1:1، وتمت تعبئة الأصص بهذه البيئات. وقبل غرس العقل يتم خدشها في المؤخرة لإزالة اللحاء ومن ثم غمسها في محلول مطهر قبل معاملتها بمحاليل الهرمون المحفزة للتجذير التي شملت: محلول أندول حمض البيوتريك (IBA) والنفثالين، وحمض الخليك (NAA) بتركيز 3 جزء في المليون لكل محلول، حيث يتم غمس العقل لمدة 10 ثوانِ هذا إلى جانب معاملة المقارنة (بدون معاملة). وتم غرس العقل في البيئات الثلاث.
لم تحقق تجارب تجذي العقل الساقية للغضى النجاح المرتقب، إذ لم تتكون جذور لأي من نوعي العقل التي زرعت في أصص. وعملية تجذير العقل عملية معقدة وتعتمد على عوامل كثيرة. فهي تختلف من نبات إلى آخر ومن موسم إلى موسم ومن نوع العقل وحجمها ومواقعها على الشجيرة. هذا بالإضافة إلى أنواع الهرمونات التي تستخدم لتحفيز عملية التجذير والبيئات الزراعية التي تزرع فيها العقل.

تجارب الترقيد
أجريت تجربة للترقيد الهوائي على شجيرات الغضى، حيث تمت إزالة اللحاء بطول 2.5 سم عن بعض الأفرع الغضة من شجيرات محمية في بستان خاص. وتمت معاملة هذه الأجزاء من الأفرع بعرمون IBA بتركيز 200 جزء في المليون لمدة 10 دقائق باستخدام وورق صحي مبتل بالهرمون. وبعد رفع الورق الصحي تم وضع أجزاء الأفرع المعالجة في بيتموس معقم ومبتل والكل ملفوف داخل صحائف بولثين شفافة. وقد تركت بعض الأفرع بدون معاملة بالهرمون للمقارنة. كذلك أجريت تجربة أولية للترقيد العادي (الأرضي) على خمسة أفرع غضة في كل من شجيرات الغضى بمحمية الغضى بعنيزة. وقد تمت معاملة الأفرع بالمعاملة نفسها أعلاه قبل أن يتم دفن الجزء المعامل بالمحلول والفرع ما زال متصلا بالشجيرة الأم.
أظهرت النتائج المتحصل عليها من الاختبارات الأولية لعملية الترقيد الهوائي على نبات الغضى نجاح عملية التجذير ولكن مع عدم إمكانية الاستفادة من الأفرع المجذرة كبادرات أو نموات جديدة تنتج عنها شجيرات بالغة بسبب الطريقة التي تنمو بها الجذور. فمن مجموع 44 فرعا تم ترقيدها بعد غمسها في IBA المركز بتركيز 200 جزء في المليون لمدة خمس دقائق، كانت نسبة التجذير 75%. جدول ( ).

ولكن حسب الطريقة التي استخدمت في عملية الترقيد تشابكت الجذور مع بعضها البعض وتوجهت إلى اتجاهات مختلفة بدلا من نموها إلى أسفل. وهذا لا يتناسب مع الترب الرملية العميقة والنباتات التي تنمو عليها والتي يجب أن ترسل جذورها إلى أعماق بعيدة حيث تحصل على كمية كافية من الرطوبة لفترة طويلة الشيء الذي لن يتحقق مع الجذور الناتجة عن هذه الطريقة. كانت بداية فصل الشتاء (أكتوبر/نوفمبر) هي أنسب الأوقات لإجراء عملية الترقيد. وتشير هذه النتائج إلى إمكانية تحقيق نجاح كبير لعملية الترقيد العادية (الأرضية) دون التعرض لمشكلة الجذور المتشابكة، وقد تكون هي أنسب الطرق لإعادة إنماء مجتمعات الغضى طبيعيا. ويبين الجدول () نتائج التجربة الأولية للترقيد الأرضي لأفرع الغضى التي أجريت بمحمية الغضى بعنيزة وكانت نسبة التجذير فيها 100% إذ جذرت الأفرع الخمسة بكثافات عالية ومتفاوتة. .
.
.

المراجع
أولا: المراجع العربية:

1- الخزرجي، طالب عويّد وعزيز، فلاح محمد. 1989. العملي في تشريح النبات والتحضيرات المجهرية. وزارة التعليم العالي، الموصل.
2- النافع، عبد اللطيف حمود. 2004. الجغرافيا النباتية للملكة العربية السعودية. الرياض.

ثانيا: المراجع الأجنبية:
3- AL-KHALIFA, NASSER S, NASROUN, TAGELDIN H., ABDULKADER, AHMED M., AND AL-FARHAN, AHMED, H. 2004. Effect of pretreatment on germination of seeds of three desert woody plants indigenous to Saudi Arabia. Journal Soc. for Agriculture Science 3(2).

4- AL-KHALIFA, NASSER S, NASROUN, TAGELDIN H., ABDULKADER, AHMED M., AL-FARHAN, AHMED, AND SHANAVASHKAN, A. E. 2005. Problems and remdies for the regeneration of Gadha and Erta in Saudi Arabia. Saudi Journal of Biology Science 12(1).

5- CHAUDHARY, S. A. AND AL-JOWAID A. A. 1999. Vegetation of the kingdom of Saudi Arabia. Ministry of Agriculture & Water. Riyadh.

6- CHAUDHARY, S. A. 1999. Flora of the Kingdom of Saudi Arabia. (Illustrated). Voi. 1> Ministry of Agriculture & Water. Riyadh.

7- JIE, S., GU, F., CHANG, T. AND FU-SUO. 2006. Osmatic adjustment of Suada physophora, Haloxylon ammodendron and Haloxylon persicum in field or controlled conditions. Plant Science 170(1): 113-119.

8- KAZUO, T. XIAOMING L. AND KENJI, O. 2004. Effects of five different salts on seeds germination and seedling growth of Haloxylon ammodendron (Chenopodiaceae). Seed Science Research 14: 345-353.

9- ORLOVSKY, N. AND BIRLINBAUM, E. 2002. The role of Haloxylon species of combating desertification in Central Asia. Plant Biosystems 136(2): 233-240

10- YANG, S. AND FURUKAWA, I. 2003. Anatomical features of a rayless woody xerophyte Haloxylon ammodendron. Sand Dune Research 49(3): 99-104.

11- ZHENYING, H., XINSHI, Z., GUANGHUA, Z., AND YITZCHAK, G. 2003. Influence of light, temperature, salinity and storage on seed germination of Haloxylon ammodendron. Journal of Arid Environments 55(3): 453-464.

.
.
ابتسام المقرن/ نبات وأحياء دقيقة
.
.

3 آراء على “دراسة تشريحية لـ نبات الغضى

  1. أهلا بك أخي أوس نعم البحث من إعدادي وهذه المعلومات حصلت عليها كدراسات سابقة لنيتي بأن يكون نبات الغضى هو النبات المدروس لأطروحة الماجستير لكني عدلت عن هذا النبات لنبات حطبي آخر وهو الطلح لتعدد أنواعه وكثرتها في المملكة العربية السعودةشكرا لك

أضف تعليق